القيادة الإسرائيلية تتحدث بشعارات لا يمكن تحويلها إلى خطة عمل… مطلوب هدف واضح وفوري

القيادة الإسرائيلية تتحدث بشعارات لا يمكن تحويلها إلى خطة عمل… مطلوب هدف واضح وفوري

  • القيادة الإسرائيلية تتحدث بشعارات لا يمكن تحويلها إلى خطة عمل… مطلوب هدف واضح وفوري

فلسطيني قبل 7 شهر

القيادة الإسرائيلية تتحدث بشعارات لا يمكن تحويلها إلى خطة عمل… مطلوب هدف واضح وفوري

من المتوقع للحرب في غزة أن تستمر على مدى “أسابيع وربما أشهر”، كما يتبين من محادثات أجريت للقوات التي يفترض أن تشارك في المرحلة التالية، البرية، للمعركة.
أثناء نهاية الأسبوع تسارعت جداً الاستعدادات للحملة البرية، وذلك بالتوازي مع استمرار القصف الجوي على غزة والذي ينفذ بعدوانية غير مسبوقة.
وفي محاولة للامتناع عن قتل مدنيين فلسطينيين أمر الجيش الإسرائيلي السكان المدنيين في غزة الخروج جنوباً، وحسب قياسات مختلفة استجاب للدعوة حتى الآن نحو نصف مليون نسمة.
يفترض بإخلاء المدنيين أن يسهل المناورة البرية، لأن الوحيدين الذين سيتبقون في الميدان هم رجال حماس. وحسب حجم تجميد الاحتياط والاستعدادات المسبقة يبدو أن الجيش الإسرائيلي يخطط للعمل على الأرض أيضاً بدون قيود، بهدف إلحاق أضرار ذات مغزى بحماس.
ومع ذلك، أعربت محافل مختلفة عن تخوفها من أن يكون التأخر في الخروج إلى المعركة البرية يضيق النافذة الزمنية التي تتمتع فيها إسرائيل بشرعية دولية للرد على المذبحة في عيد “فرحة التوراة”. محافل سياسية وأمنية ردت على هذه التخوفات وقالت أن لإسرائيل حرية عمل كاملة وأنه لن تكون للحملة المخطط لها قيود حول مدى استخدام القوة أو في الزمن.
في الإحاطات التي أجريت للقادة وللقوات جرى الحديث عن معركة طويلة على نحو خاص. في المرحلة الحالية تنحصر كل الإمكانات لهذا الجهد الحربي، ضمن أمور أخرى على خلفية التأهب العالي في الشمال والتخوف من حرب متعددة الجبهات.
وقدرت بضعة محافل بأنه في حالة تبدد التوتر في الشمال، فان الإمكانات كفيلة بان تعود بالتدريج إلى نشاط جزئي لكن من غير المتوقع لهذا ان يحصل في الأيام القريبة القادمة.
مع أنه يدو أن المعركة البرية قريبة، لانه لم يتم حتى الآن أيضاح أهدافها للجمهور الإسرائيلي (والدولي). تصريحات القيادة السياسية كانت عمومية للغاية وتحدثت أساسا بشعارات لا يمكن تحويلها إلى خطة عمل. يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى غاية إستراتيجية واضحة للعمل كي يتمكن من تحقيقها بنجاح. بعض من الأهداف واضحة: الفصل بين الجبهات، منع التدهور في الشمال، في الضفة وفي أوساط عرب إسرائيل، والامتناع قدر الإمكان عن المس بغير المشاركين في غزة وحفظ الشرعية الدولية للعملية. لكن الهدف الاساس يبقي غامضا: هل تعتزم إسرائيل احتلال كل القطاع وتطهيره من قوات الذراع العسكري لحماس ام انها تعتزم الاكتفاء بضربة جزئية للمنظمة وبضرر جسيم يلحق بالقطاع.
من المشكوك فيه أن يكون نمن بين أهداف الحملة أيضاً تحرير المخطوفين والجثث المحتجزة في غزة. في الماضي ثبت بأن هذا هدف غير واقعي. يمكن التقدير بان يحيى السنوار لا يتأثر على نحو خاص باللظى الذي يمر فيه القطاع الآن، وهو يأمل في أن يصمد ويتبقى مع الإنجاز المزدوج: الضربة الشديدة لإسرائيل والمخطوفين كنقطة بداية لما سيأتي، بأمل ان يعمل العالم على إعادة بناء القطاع.
السنوار لن يغير رأيه إلا بضغط سكان القطاع. والحركة المكثفة جنوباً هي بالتأكيد خطوة في هذا الاتجاه (وإن كان السنوار يأمل في أن تتراجع إسرائيل أولاً بضغط العالم).
ان الاستعدادات لمعركة في غزة تجري بالتوازي مع التوتر في الشمال. يحاول حزب الله التحرش بإسرائيل كل يوم – باطلاق صواريخ مضادة للدروع وقذائف هاون إلى هار دوف، واطلاق مُسيرات – لكنه يمتنع في هذه المرحلة عن التصعيد.
يبدو أن الحزب يسعى لأن يساهم بنصيبه في الكفاح الفلسطيني في غزة، لكنه قلق من إمكانية أن تنتقل المعركة شمالاً وتعرض لبنان للخطر. كما ان التهديدات الصريحة من واشنطن تردع حزب الله الذي سيكون في معضلة متصاعدة كلما تعمقت المعركة في القطاع.
بالتوازي مع الجهد الحربي في الجنوب وجهود التأهب والردع في الشمال، فإن إسرائيل بجهدين آخرين: الأول دبلوماسي/سياسي، وهو السماح باستمرار التأييد العالمي للمعركة. زعماء العالم الغربي يؤيدون صراحة إسرائيل (ومعهم تقريبا كل وسائل الاعلام)، لكن الرأي العام اكثر تقلباً مما سيؤثر على القيادات. وكلما تعمقت المعركة – وبالتأكيد اذا ما اتسعت إلى الشمال أيضاً – فإنها ستؤثر كذلك على الأسواق العالمية، بل وأن تؤدي إلى تدخل من القوى العظمى، على خلفية الدعم الأمريكي غير المتحفظ لإسرائيل والدعم الموازي من روسيا لحماس (وحزب الله أيضاً).
الجهد الثاني هو في الإعلام والوعي. القسم الأساسي من هذا الجهد يجب أن يتم في العالم. وهو يعتمد في معظمه على النية الطيبة لجملة محافل خاصة وتجارية تساهم في الأمر.
حكومة إسرائيل تتعثر ويصعب عليها التصدي لهذا لتحدي الهائل. ومن مشكوك فيه أنها ستحُسن أداءها في سياق القتال، بحيث يُلقى العبء في هذا المجال أيضاً على الجيش.
في الجانب الإسرائيلي، وحيث يفترض أن تعمل الحكومة بسهولة أكبر على خلفية التأييد المطلق من الجمهور الإسرائيلي للمعركة، فإنها تُبقي فراغاً مُغيظاً. أن حقيقة ان القيادة السياسية لم تقف بعد أمام الجمهور لتجيب على الأسئلة القاسية، والأسوأ من ذلك لم تجد بعد الوقت للحديث مع عائلات المخطوفين، مقلق جداً. وهنا يستوجب التذكير بانه إلى جانب إدارة المعركة الحالية فانها تتحمل المسؤولية عن الإخفاق الرهيب.
إسرائيل اليوم – 15/10/2023

التعليقات على خبر: القيادة الإسرائيلية تتحدث بشعارات لا يمكن تحويلها إلى خطة عمل… مطلوب هدف واضح وفوري

حمل التطبيق الأن